«نعم اشتقنا للكرة، ولكن صحة الجميع وسلامة الوطن أهم»، هكذا حال كافة الجماهير الرياضية بمختلف ميولها حول اشتياقها الكبير لـ«الساحرة المستديرة»، لكنهم في الوقت نفسه يؤكدون أنهم غير مستعجلين لاستئناف المسابقات الكروية في الوقت الراهن، بسبب انتشار الوباء المزعج والخطير فايروس «corona» الذي اجتاح العالم أجمع.الزياني: «الباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح»
السليمان: ضد الإلغاء.. وهذا الفرق بيننا وبينهم
«عكاظ» طرحت تساؤلا حول مسألة استئناف الدوري أو إلغائه، وتحدثت شخصيتان رياضيتان، حول هذا الموضوع.
بلاها كورة
بداية تحدث لـ «عكاظ» النجم الدولي السابق والمدير الفني الرياضي المخضرم الكابتن القدير خليل الزياني قائلاً: الأزمة التي يمر بها العالم أجمع وليس نحن هنا فقط، بسبب جائحة فايروس «corona» ليست بسيطة على الإطلاق، فتوقف الدوري لا بد منه، ويجب أن نقف مع القرار هذا 100%، بغض النظر عن تواجد الجماهير في المدرجات أو عدمه، لكن احتكاك اللاعبين فيما بينهم يسبب انتشار الكورونا، ونحن في غنى عن هذا الأمر، الدولة لم تقصر قدّمت كل ما تستطيع تقديمه، ومدت يد العون للجميع، حتى المتوقفون عن العمل صرفت لهم حسب القرار الملكي الكريم، فلا نأتي على دوري كرة القدم ونفضله في خضم مشكلات كورونا المحيطة التي أشغلت العالم، وليس نحن فقط، شاهد دول العالم توقفت فيها الأنشطة الرياضية.
وعن رأيه في إلغاء الدوري قال: صعب أن أتحدث بمثل هذا الموضوع؛ لأن هناك مسؤولين أصحاب قرار لهم الرأي، كما أن وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم متى ما أرادوا الاستمرار أو الإلغاء فهم يملكون القرار، لكن في ظل وجود ذلك الوباء لا أتوقع أن يستمر في الفترة الحالية بتاتاً.
كما أن عملية التعويض، وحول الوضع وهل يستأنف هذه السنة أو لا، نحن لا نعلم متى ينتهي موضوع كورونا، فلا نستعجل حالياً، وبحول الله تزول هذه الغمة عن الجميع.
وزاد: يقول المثل المتدارج «الباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح»، طالما أن ذلك الوباء «كورونا» منتشر حول العالم وهناك أضرار منه أعتقد لو يتم إلغاء الدوري أو استئنافه في الموسم المقبل، ويبقى هذا الأمر راجعاً للمسؤولين.
وزاد: لسلامة الوطن أولاً وأخيراً ومن ثم اللاعبين والجميع أتوقع أن يلغى الدوري بشكل نهائي، ومن وجهة نظري لا أرى من العدل منح المتصدر لقب الدوري، فأنا أقول إنه لا يساوي تتويج المتصدر وفاة مواطن، الحكومة الرشيدة أيدها الله طالبت الجميع بتوخي الحذر ووضع الاحترازات ضد وباء كورونا لحماية الجميع، نأتي نحن الآن ونفتح موضوع استمرار الدوري من عدمه ليس من المعقول، لنترك ذلك الأمر للمسؤولين وهم أدرى بذلك.
لا للإلغاء
من جانب آخر، رفض مدير الفريق الأول لكرة القدم بنادي الفيحاء الدكتور محمد السليمان فكرة إلغاء مسابقة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين هذا الموسم، الذي تم إيقافه بسبب الوباء المنتشر في العالم أجمع، وهو فايروس «كورونا».
وذلك خلال حديثه الذي خص به «عكاظ» قائلاً: لا، أنا ضد فكرة إلغاء الدوري بتاتاً؛ لأن هناك أموراً عديدة تترتب عليه، اليوم أنت تتكلم على أكثر من شق، فلو أخذنا رابطة دوري المحترفين، إذ إن الخسائر المادية ستحل عليها بشكل كبير جداً، سواء من النواحي التسويقية وغيرها، أما الشق الثاني الأندية ستتأثر من إلغاء الدوري؛ لأنها تقوم بدفع رواتب وعقود احترافية عالية جداً، ناهيك عن الأمور الأخرى المتعلقة بالفريق الأول لكرة القدم، إضافة إلى أن الأندية ستكون ملزمة بدفع رواتب اللاعبين حتى نهاية الموسم الجاري.
وأضاف: لو أخذنا مثلاً وضع فريقي الهلال «المتصدر»، والنصر «الوصيف»، سيفرق معهما في حال تتويج البطل من ناحية المكافأة المادية التي سيحصل عليها النادي، غير المشاركات الخارجية، أما الأندية التي تشعر بأنها غير قادرة على المنافسة للقب الدوري من الممكن أن تكون فكرة إلغاء الدوري مناسبة لها عكس الأندية التي تنافس على اللقب.
وأكمل حديثه: الكل كان يتحدث عن الدوري البلجيكي الذي تم تتويج البطل، وانتهى موسمهم بسبب انتشار «كورونا»، أحب أقول للجميع، وتحديداً لمن تحدث عن الدوري البلجيكي، الفارق بين المتصدر كلوب بروج والوصيف جينت 15 نقطة، وكان يتبقى مباراة واحدة فقط، هكذا ممكن أقول لك لو يتم إلغاء الدوري أفضل، لكن الفارق لدينا بين الهلال والنصر 6 نقاط وتتبقى 8 مباريات قد تتغير أمور كثيرة في الجدول، ممكن لا يتوج لا الهلال ولا النصر باللقب، قد يدخل فريق آخر، صحيح الاحتمالات ضعيفة لكن في عالم كرة القدم لا مستحيل، فالمعجزات بـ «الساحرة المستديرة» دوماً حاضرة، ولنا أمثلة عديدة جداً، ففريق الوحدة يحل ثالثاً والأهلي رابعاً فهم يقولون بينهم وبين أنفسهم من الممكن تكون الفرصة متاحة لنا، أما من يفكر في إلغاء الدوري في الوقت الراهن الأندية الثلاثة في المراكز الأخيرة «الفتح، وضمك، والعدالة».
وعن رأيه في تتويج الهلال باللقب، قال الدكتور: لو كنت مكان النصراويين لن أقبل بمثل هذا الكلام، كذلك الحال للوحداويين، فكرة إلغاء الدوري أرى أن فيها ظلماً للأندية، ففي حال انطلاقة الدوري بشهر أغسطس المقبل، أرى أن يتم تقليل إجازة اللاعبين مثلاً، ويتم إلغاء المعسكر الخارجي الطويل، هناك عدد من الحلول، وأرى أن فكرة إلغاء الدوري صعبة جداً.
وتابع حديثه: في حال أن استؤنف الدوري في الوقت الراهن أرى أن 60% من اللاعبين فقدوا لياقتهم البدنية، لأنه مستحيل يكون مثلما كان بالسابق، وقد يكون هناك اضطرار لإلغاء بطولة أو بطولتين للموسم المقبل، مثلاً يتم إلغاء بطولة الكأس، كما أن الاتحاد الدولي (فيفا) قد يكون منه تعاون، وذلك كأن يقوم بإلغاء البطولات الخارجية، مثلاً إلغاء بطولة آسيا، وتقليل أيام الفيفا، لذلك القرار ليس لوحدك. وقال السليمان: اليوم اللاعبون -محليين ومحترفين أجانب- وأجهزة فنية وكافة الطاقم تنتهي عقودهم في شهر مايو، هنا أتوقع أن يكون هناك تدخل حاسم من الفيفا لأجل إلزام الجميع بإكمال الفترة كون هناك فترة توقف اضطرارية بسبب فايروس كورونا.